إن قال قائل: من أين علمتم أن الكلام ينقسم ثلاثة أقسام[3]؟ قيل: لأن المعاني التي يحتاج إليها الكلام ثلاثة؛ و ذلك أن من الكلام
ما يكون خبرا و يخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع اسما، و من الكلام ما يكون خبرا
و لا يخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع فعلا، و من الكلام ما لا يكون خبرا و لا
يخبر عنه فسمى النحويون هذا النوع حرفا، و ليس ههنا[4]معنى يتوهم سوى هذه الأقسام
الثلاثة فلهذا لا نشك فيما عدا هذه الأقسام؛ إذ لا معنى يتوهم سواها[5].
[1]الورقة الأولى من الكتاب ذكرت فيها التملكات،
لذلك كانت بدايته من الصفحة الثانية.
[2]قمت بوضع عنوانات جزئية في الصفحات الثلاثين
الأولى، و ذلك لعدم وجود ما يفصل بين الفقرات.
[3]قال سيبويه:" فالكلم اسم و فعل و حرف
جاء لمعنى ليس باسم و لا فعل" الكتاب 1/ 12 (هارون) و وجد الزجاجي هذا
التقسيم في عدة لغات عرفها سوى العربية، انظر الإيضاح 41 و 45.