أحدهما: يختاره المبرد، و هو أن
يكون الأول مضافا إلى عدي كإضافة الثاني إليه ثم حذفه فبقي منصوبا على نيّة
الإضافة.
و أما سيبيويه فيجعل الاسم الأول
هو المضاف إلى عدي لاعتماد الكلام عليه، و يصير تيم الثاني حشو الكلام، فكأنه مع
الأول مضاف إلى الثاني، و انتصب الثاني بوجود لفظ الإضافة فيه و الأول مضاف في
الحقيقة، و أما ابن أم و ابن عم فمن فتحهما بناهما، و الذي أوجب لهما البناء
تضمنهما لحرف الجر و كثرة استعمالهما، و وقوعهما موقع ما يجب له البناء نحو: يا
زيد، و يا عمرو، فلاجتماع هذه المعاني يبنى [و اكتفى بالمعنى على إضافة اللفظ و
ذلك أن اللام تقتضي ذلك لا محاله فأغنى هذا المعنى عن إضافتها في اللفظ]، و أما من
كسر فالوجه فيه ما ذكرناه من جعل الاسمين اسما واحدا، فلما صار بهذه المنزلة جريا
مجرى غلام، و صاحب، و تجتزيء بالكسرة، و كذلك تحذف يا ابن أم و يا ابن عم.
باب الترخيم
اعلم أن الترخيم لا يستعمل إلا في
النداء؛ لأنه باب حذف،/ ألا ترى أن المنادى المفرد قد حذف منه التنوين و الإعراب،
فلما جاز حذف التنوين منه و الإعراب جاز أيضا حذف بعض حروفه استخفافا لدلالة ما
بقي عليه.
[1] إذا عدنا إلى المقتضب 4/ 227- 229 نجد أن الأجود عند المبرد، و
إن أجاز الوجهين- أن يكون الأول مرفوعا، و هذا يناقض ما نسبه إليه الورّاق.
[4] جاء في شرح المفصل:" يا ابن أم و يا ابن عم، بالفتح و قد
قرأ به ابن كثير و نافع و أبو عمرو ... و قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي (يا ابن
أم) بالكسر ...". 2/ 13