قيل له؛ لأن أصل الأسماء ألا تعمل إلا الجر و أصل الأفعال أن تعمل في
المفعول إلا أن الفعل المضارع قد أشبه الاسم من وجوه قد ذكرناها في صدر هذا
الكتاب[2]أوجبت
له الإعراب بعد أن كان مستحقا للبناء على السكون فكذلك الاسم أيضا حمل على الفعل
المضارع فعمل عمله، و أما الفعل الماضي فلم يشابه الاسم مشابهة قوية فلهذا لم يزد
على البناء على الفتح و كذلك يجب في الاسم الذي بمعناه ألّا يزال عن أصله، و الأصل
في الأسماء ألا تعمل إلا الجر لما ذكرناه أيضا في باب الجر فبقي اسم الفاعل إذا
أريد به الماضي على أصله، و جاز في اسم الفاعل أن ينصب إذا أريد به الحال و
الاستقبال حملا على المضارع لما بينهما من الشبه.
فإن قال قائل: فلم جاز في اسم الفاعل إذ أريد به الحال و الاستقبال
الجر و قد استقرت مشابهته للفعل، و هلّا امتنع من الجر كما امتنع/ الفعل المضارع
من البناء إذ كان بحصول شبهة بالأسماء يستحق الإعراب؟
[1]قال سيبويه: «تقولجئت إذ عبد اللّه قائم. و جئت إذ عبد اللّه يقوم، إلا أنها في فعل
قبيحة، نحو قولك:
جئت إذ عبد اللّه قام» الكتاب 1/ 107 (هارون).
و قال الزجّاجي:" ضارب تعمل عمل يضرب، كما أن يضرب أعرب لأنه
ضارعه، فكذلك ضارب يعمل عمله لمضارعته إياه، فحمل كل واحد منهما على صاحبه"
الإيضاح 135.
و شروط عمل اسم الفاعل: أنه إن كان اسم الفاعل مجردا من (ال) عمل
عمل فعله، إن كان دالا على الحال أو الاستقبال، و إن كان دالا على الماضي لم يعمل.
قال ابن مالك:
كفعله اسم فاعل في العمل
إن كان عن مضيّه بمعزل
و ذلك لأن اسم الفاعل يعمل حملا على شبهة بالفعل المضارع، و
المضارع إنما يدل على الحال أو الاستقبال، فإذا دلّ اسم الفاعل على زمن ماض لم يبق
له شبه بالمضارع فزال عمله. انظر شرح ابن عقيل على الألفية 3/ 71 (دار الفكر
بيروت).