نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 765
يروى بنصب الموجبات بالكسرة عطفا على محلّ قوله ما البكى، قال ابن
هشام:
رأيت بخطّ الإمام بهاء الدين بن النحاس، أقمت مدّة، أقول: القياس جواز
العطف على محلّ الجملة المعلقّة عنها بالنصب، ثمّ رأيته منصوصا، انتهى.
و مّمن نصّ عليه ابن مالك، و لا وجه للتوقّف فيه مع قولهم: إنّ
المعلّق عامل في المحلّ، و ابن النحاس المذكور هو أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم
بن النحاس الحلبيّ النحويّ المشهور صاحب ابن مالك، و أخذ منه جماعة من المشاهير،
منهم أبو حيّان و ابن نباتة و غيرهما.
الرابع:إنّما يعطف على الجملة المعلّق عنها العامل مفرد فيه معنى الجملة، كما
مرّ من نحو: علمت من زيد و غير ذلك من أموره، و لا تقول: علمت أزيد قائم و عمرو،
لأنّ مطلوب هذه الأفعال أنّما هو مضمون الجملة، فإذا كان في الكلام مفرد يؤدّي
معنى الجملة، صحّ أن يتعلّق به و إلا فلا، قاله في التصريح.
«قدتنوب»الجملة الواقعة مفعولا عن الفاعل،
فيكون محلّها من الإعراب الرفع، و يختصّ ذلك بباب القول، لأنّ الجملة إنّما تقع
نائبة إذا أريد بها لفظها، كما سيأتي، و هو غير متصوّر إلا في باب القول، نحو:
يقال: زيد عالم، فجملة زيد عالم في محلّ رفع على أنّها نائبة عن الفاعل.
و في شرح الجمل لابن بابشاذ إذا قلنا: قد قيل: زيد منطلق، فموضع
الجملة رفع لكونها مفسّرة لقول مقدّر، كأنّه قال قد قيل قول: هو زيد منطلق، و من
هاهنا لم يجز زيد منطلق، قيل: لأنّه مفسّر للفاعل أي نائبة، و هو لا يتقدّم على
فعله، انتهى. و كذا قال أبو البقاء في قوله تعالى:وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ
لا تُفْسِدُوا [البقرة/
11]، القائم مقام الفاعل مصدر، و هو القول، و أضمر لأنّ الجملة بعده تفسّره، و
التقدير و إذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا، انتهى.
و زعم ابن عصفور أنّ ذلك قول البصريّين، و الصواب ما ذكره المصنّف من
أنّ النائب هي الجملة بعينهما، لأنّها كانت قبل حذف الفاعل منصوبة، فكيف انقلبت
مفسّرة، و المفعول به متعيّن للنيابة، فإن قلت: أ ليس الصحيح أنّ الفاعل و نائبه
لا يقعان جملة، فكيف صحّ وقوع نائب الفاعل هنا جملة؟ قلت: الجملة هنا في حكم
المفرد، لأنّ المراد بها لفظها دون معناها، و لهذا يقع مبتدأ، نحو: لا حول و لا
قوّة إلا باللّه كتر من كنور الجنة، و في المثل زعموا مطيّة الكذب، و الجملة بل
المركّب يصير بإرادة اللفظ اسما، و كلّ اسم مفرد، فنائب الفاعل هنا في الحقيقة
مفرد لا جملة، و كذا المبتدأ في المثالين المذكورين.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 765