نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 710
أي تزعمونهم شركاء، و تحسبه عارا على.
و أما حذفها اقتصارا فاختلفوا فيه
على أقوال:
أحدها:المنع
مطلقا، و عليه الأخفش و الجرميّ و ابن خروف و شيخه ابن طاهر و الشلوبين، و نسبه
ابن مالك لسيبويه لعدم الفائدة، إذ لا يخلو الانسان من ظنّ ما أو علم ما، فاشبه
قولك: النار حارّة.
الثاني: الجواز
مطلقا، و عليه أكثر النّحويّين، منهم ابن السّراج و السيرافيّ، و صحّحه ابن عصفور
لوروده، قال تعالى: وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ [البقرة/ 216]، و أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ
فَهُوَ يَرى [النجم/ 35]، أي يعلم، و قال تعالى: وَ
ظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ[الفتح/
12]، و حكى سيبويه: من يسمع يخل، و ما ذكر من عدم الفاعدة ممنوع لحصولها بالإسناد
إلى الفاعل.
الثالث: الجواز
في أفعال الظّنّ دون أفعال العلم، و عليه الأعلم، و استدلّ بحصول الفائدة في
الأوّل دون الثاني، فإنّ الإنسان قد يخلو من الظّنّ، فيفيد قوله: ظننت أنّه وقع
منه ظّن، و لا يخلو من علم، إذ له أشياء يعلمها ضرورة كعلمه أنّ الاثنين أكثر من
الواحد، فلم يفد قوله: علمت شيئا، و ردّ بأنّه يفيد وقوع علم ما لم يكن يعلم.
الرابع: المنع
قياسا، و الجواز في بعضها سماعا، و عليه أبو العلاء إدريس، فيجوز في ظنّ و خال و
حسب لوروده فيها، و يمنع في الباقي، و نسبه لسيبويه.
تنبيه: جرت عادة
النّحويّين أن يقولوا بحذف المفعول اختصارا أو اقتصارا، و يريدون بالاختصار الحذف
لدليل، و بالاقتصار الحذف لغير دليل، و يمثّلونه بنحو:
كُلُوا وَ اشْرَبُوا
[البقرة/ 60]، أي أوقعوا هذين الفعلين، و قول العرب: من يسمع يخل، أي يقع منه
خيلة، و التحقيق أن يقال: إنّه تارة يتعلّق الغرض بالإعلام بمجرّد وقوع الفعل من
غير تعيين من أوقعه، أو من أوقع عليه، فيجاء بمصدره مسندا إلى فعل كون عامّ،
فيقال: حصل حريق أو نهب، و تارة يتعلّق بالإعلام بمجرّد إيقاع الفاعل للفعل،
فيقتصر عليها، و لا يذكر المفعول، و لا ينوى، إذ المنوي كالثابت.
و لا يسمّى محذوفا، لأنّ الفعل
ينزّل بهذا القصد مترلة ما لا مفعول له، و منه:
رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ [البقرة/ 258]، إذ المعنى ربّي
الّذي يفعل الإحياء و الإماتة. و تارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله و تعليقه
بمفعوله، فيذكر أنّ نحو: ما أحسن زيدا، و هذا النوع الّذي إذا لم يذكر مفعوله قبل
محذوف، قاله في المغني.
[1] - إدريس بن محمد بن موسى الأنصاريّ القرطبيّ أبو العلا، نحويّ
أديب، مات سنة 674 ه. بغية الوعاة 1/ 436.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 710