و الفرق بين التقفية و التصريع أنّ التقفية على المشهور جعل العروض الموافق
للضّرب في الزنة موافقا له في الرويّ، و التصريع جعل العروض الّذي حقّه أن يخالف
الضّرب في الوزن موافقا له فيه، و العروض اسم لآخر جزء في النصف الأوّل من البيت،
و الضرب اسم لآخر جزء من البيت، و الرويّ هو الحرف الّذي تعزّى إليه القصيدة، و
أمّا القافية فالمختار عندهم من أقوال سبعة أنّها عبارة عن المحرّك قبل الساكنين
إلى آخر البيت و عمّا بينهما.
أيضا إن كان كما قرّر في محلّه و ظاهر كلام جماعة أنّ هذا التنوين
محصّل للترنّم، و به صرّح ابن يعيش[4]، زاعما أن الترنّم يحصل بالنّون
نفسها، لأنّها حرف أغنّ، و تبعه السّيّد في شرح اللباب[5]فقال: هذا التنوين يستعمل في
القوافي للتّطريب، و ذلك لأنّ حرف العلّة مدّه في الحلق، فإذا أبدل منها التنوين
حصل الترنّم، لأنّ الترنّم غنّة، في الخيشوم، انتهى.
و على هذا تكون تسميته بتنوين الترنّم حقيقة، و المحقّقون على أنّه
جيء به لقطع التّرنّم الحاصل من حرف الإطلاق لقبوله لمدّ الصّوت بها، فإذا
أنشدوا، و لم يترنّموا، جاؤوا بالنون بدلا منه لقطعه، فعلى هذا تكون تسميته إمّا
مجازا من باب الحذف، أي تنوين ترك الترنّم، أو من باب التّضاد، كقولهم: داود
القياسيّ[6]، و في الحديث، القدريّة
[1] - المصرّع هو الّذي دخله التصريع، فتتوافق
عروضه مع ضربه في الوزن و الرويّ. المقفي هو الّذي وافقت عروضه ضربه في الوزن و
الرويّ دون أن تودّي هذه الموافقة إلى تغيير في العروض بزيادة أو نقص. إميل بديع
يعقوب، المعجم المفصّل في علم العروض و القافية و فنون الشعر. الطبعة الاولي،
بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 ه، ص 177.
[2] - هذا البيت مطلع قصيدة لامري القيس بن حجر
الكندي و تمامه
اللغة: السقط: منقطع الرمل حيث يستدقّ من طرفه. الدخول و حومل:
موضعان.
[4] - يعيش بن علي بن يعيش أبو البقاء المشهور بابن
يعيش و كان يعرف بابن الصانع، و كان من كبار ائمة العربية، ماهرا في النحو و التصريف،
صنف: شرح المفصّل، شرح تصريف ابن جني. بغية الوعاة، 2/ 351.
[5] - اللباب في النحو. للعلامة الإمام تاج الدين
محمّد بن محمّد ابن أحمد بن السيف المعروف بالفاضل الإسفرايني المتوفي سنة 684 ه،
و عليه شروح، منها العباب للسيد جمال الدين عبد اللّه بن محمد الحسيني المتوفّي
سنة 776 ه، كشف الظنون، 3/ 1543.
[6] - داود الظاهري (201- 270 ه) داود بن علي بن
خلف الإصبهاني الملقّب بالظاهري، أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام تنسب إليه
الطائفة الظاهرية، سمّيت بذالك لأخذها بظاهر الكتاب و السنة و إعراضها عن التأويل
و الرأي و القياس. الأعلام للزركلي 3/ 8.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 69