نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 682
تنبيهات: الأوّل:قضية
إطلاق المصنّف أنّ الجزاء يكون ماضيا مقرونا بقد أنّه يكون ماضي اللفظ و المعنى، و
هو قول جماعة، منهم الجزوليّ و ابن مالك و ابن هشام في أكثر مصنّفاته، و استشكل
بأنّ هذا لا يتمشّى مع القول بأنّ الشرط سبب، و الجزاء مسبّب، إذ الشرط مستقبل
بالفرض، و الجزاء محقّق المضي، فكيف يكون الماضي مسبّبا عن المستقبل، و هذا ممّا
لا سبيل إليه، و أجاب ابن الحاجب مع التزام هذه القاعدة بأنّ الجزاء على قسمين:
إحدهما أن يكون مضمونه مسبّبا عن مضمون الشرط كما في قولك: إن جئتني أكرمك، فإنّ
مضمون الجزاء هو الإكرام مسبّب عن مضمون الشرط، و هو المجي، و الثاني أن يكون
مضمون الجزاء ليس مسبّبا عن مضمون الشرط، و إنّما يكون الاخبار به مسبّبا، نحو: إن
تكرمني فقد أكرمتك أمس، أي إنّ إكرمك لي سبب لأن أخبر بأنّي قد أكرمتك أمس، و ليس
الإكرام الواقع بالأمس هو الجواب لاستحالة تسبّبه عن الإكرام الواقع في اليوم،
لكنّ الإخبار بذلك مسبّب على معنى أن اعتددت على بإكرامك إيّاي، فأنا أيضا أقول:
قد أكرمتك أي فأنا أيضا أعيد عليك بإكرامي إيّاك.
و قوله تعالى:
إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ [المائدة/ 116]، و
إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ [يوسف/
26]، من هذا القبيل و كذا قوله تعالى: وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ [النحل/ 53]، و بيانه أنّ الآية جيء بها لإخبار قوم استقرّت بهم
نعم، جهلوا معطيها، أو شكّوا فيه، فكان استقرارها مجهولة أو مشكوكة سببا لإخبارهم
بأنّها من اللّه، فكأنّه قيل: اعلموا أنّها من عند اللّه، فالمسبّب الإخبار بمضمون
الجملة لا نفس مضمونها، حتّى يردّ أنّ الأوّل و هو استقرار النعمة ليس سببا
للثاني.
و قال الرضّي: لا نسلم أنّ الشرط
سبب، و الجزاء مسبّب، و إنّما الشرط عندهم ملزوم، و الجزاء لازمة، سواء كان الشرط
سببا، نحو: لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجودا، أو شرطا كما في قولك: لو كان
لي مال لحججت به، أو لا شرطا و لا سببا كقولك: لو كان زيد أبي لكنت ابنه، و لو كان
النهار موجودا، لكانت الشمس طالعة. و قال في موضع آخر: لا يلزم مع الفاء أن يكون
الأوّل سببا للثاني، بل اللازم أن يكون ما بعد الفاء لازما لمضمون ما قبلها كما في
الشرط و الجزاء، ففي قوله تعالى: وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ [النحل/ 53]، كون النعمة من اللّه لازمة لحصولها معنى فلا يغرّنك
قول بعضهم: إنّ الشرط سبب للجزاء، انتهى. و هو تحقيق حقيق بالقبول.
الثاني: قد تحذف
الفاء في ندور كقوله (ع) لابي بن كعب لمّا سأله عن اللّقطة: فإن