responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 61

أوّلا أنّه لا يكون كلاما باعتبار المرّة الثانية، لأنّه لم يفده علم ما لم يكن يعلم، فيكون الشي‌ء الواحد كلاما بحسب إفادته السامع، انتهى.

قوله: «بالإسناد» و هو ضمّ إحدى الكلمتين إلى الأخرى ليفيد المخاطب فائدة تامّة، و الباء للسببيّة، أو الاستعانة أو الإلصاق أو المصاحبة، متعلّقة بالمفيد، أو صفة مصدرة، أي إفادة متلبّسة به، و ذكره من قبيل التصريح بما علم التزاما لأنّ المفيد بالمعنى المذكور مستلزم للإسناد، لكن لما كانت دلالة الألتزام مهجورة في التعريف صرّح به، اذ المقصود من الحدّ بيان الماهيّة، و هي لا تعرف إلا بذكر جميع أجزائها تصريحا، و قد يقال: إنّه احترز به عن مثل: غلام زيد عمرو، على سبيل التعداد، إذ لا خفاء في أنّه لفظ مفيد. مع أنّه ليس بكلام قطعا، فتأمّل.

و اعتبر بعضهم في الكلام القصد، أي قصد المتكلّم إفادة السامع لإخراج كلام النائم و نحوه، فإنّه عار عن القصد، و قد يمنع كون ذلك ليس بكلام كما صحّحه أبو حيّان. و لو سلم فلا حاجة إلى التصريح بالقصد كما في التصريح، لأنّ حسن سكوت المتكلّم يستدعي أن يكون قاصدا لما تكلّم به، أو لأنّ ما خرج به، قد خرج بقيد الإفادة.

و اعتبر بعضهم إتّحاد الناطق أيضا احترازا من أن يصطلح شخصان، على أن يذكر أحدهما اسما أو فعلا و يذكر الآخر خبر المبتدأ أو فاعل الفعل. قال ابن مالك: و هذا غير محتاج إليه لوجهين، أحدهما: أنّه كما لا يعتبر اتّحاد الكاتب في كون الخطّ خطّا، كذلك لا يعتبر اتّحاد الناطق في كون الكلام كلاما، و الثاني: أنّ كلّ واحد من المصطلحين متكلّم بكلام، و إنّما اقتصر على كلمة واحدة اتّكالا على نطق الآخر بالأخري.

و في الوجه الأوّل تسليم أنّ الكلام الواحد قد يصدر من اثنين، و هو لا يتصوّر ألبتّة ضرورة كلّ كلام مشتمل على نسبة أحد طرفيه إلى الآخر، و النسبة أمر نفسانيّ لا يقبل التجزّي، و لا يقوم إلا بمحلّ واحد، نبّه عليه المراديّ‌ [1]. قال بعضهم: و هذا يعني اعتبار اتّحاد الناطق لم ينقل عن نحويّ فيما نعلم، و إنّما ذكره بعض من تكلّم في الأصول، انتهى.

قال البدر الدمامينيّ في شرحه على التسهيل: و لا أكاد أقصي العجب من الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الإسنويّ‌ [2]، حيث ذكر هذه المسئلة في كتابه المسمّى بالكوكب الدريّ الموضوع لتتريل الفروع الفقهيّة على الأحكام النحويّة، فرتّب على الاختلاف في‌


[1] - الحسن بن قاسم المرادي النحويّ اللغويّ بدر الدين المعروف بابن أمّ قاسم، و له: شرح التسهيل، شرح المفصّل، شرح الألفية و الجني الداني في حروف المعاني. توفّي سنة 749 ه. ق. بغية الوعاة، 1/ 517.

[2] - الإسنويّ (جمال الدين عبد الرحيم) (ت 772 ه): فقيه أصوليّ و عالم بالعربية، من كتبه «نهاية السول في شرح منهاج الأصول» و «التمهيد» و «شرح الفية ابن مالك» المصدر السابق، 2/ 92.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست