نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 434
و هذا مبنيّ على مذهب البصريّين من جواز نداء النكرة غير الموصولة
مقبلا عليها و غير مقبل، و قيل بالمنع مطلقا، و هو مذهب الأصمعيّ، و قيل: ان كانت
خلفا عن موصوف جاز، نحو: يا ذاهبا و منه فيا راكبا البيت و إلا فلا، و هو قول
الكسائي و عامّة الكوفيّين.
و لا يجوز عندهم يا رجلا، و زعموا أنّه ليس بمسموع و قيل إن كانت
مقبلا عليها جاز، و إلا فلا، و هو قول الفارسي قال: و لا يتصوّر نداء نكرة غير
مقبل عليها، و ما جاء منوّنا كالبيت محمول على الضرورة، هكذا نقله ابن عقيل، و
الّذي في الأوضح و الإرتشارف نقل إنكار وجود النكرة غير مقبل عليها في النداء عن
المازنيّ، قاله في السراج.
تنبيهات:الأوّل:قال بعضهم التعبير بالمضاف في قوله و المضاف و شبهه لا يصدق إلا على
نحو: يا غلام زيد، دون نحو: يا عبد اللّه علما، لأنّ المنادى مجموع المضاف و
المضاف إليه لا مجرّد المضاف، كما لا يخفى، و لو قال: أو ذا إضافة لسلم لشموله لما
وقع مضافا، و لما اشتمل على الإضافة، انتهى.
و هذا إنّما يرد إذا جعلنا المضاف في عبارة المصنّف وصفا للمنادي، و
لنا أن نجعله وصفا لمطلق الاسم فيكون المعنى: و الاسم المضاف في النداء يثبت له
الحكم المذكور، فيشمل نحو: يا غلام زيد ممّا المنادى فيه المضاف، و يا عبد اللّه،
ممّا المنادى فيه مجموع المضاف و المضاف إليه، فتدبّر.
الإشكال في يا طالعا جبلا:
الثاني:في قولهم «ياطالعا جبلا»إشكال مشهور، حتى قيل:
إنّه من المزالق النحويّة، و ذلك أنّه لم يوجد فيه معتمدا لطالعا حتى
يعمل، و اسم الفاعل لا يعمل بدون اعتماد على ما سيأتي ذكره، و تقدير الموصوف مشكل،
لأنّه إذا قدّر موصوف، يكون موصوفه منادي مفردا، فلا يكون هناك شبه مضاف.
و قال الرضيّ في بحث الموصول: إنّ عمل اسم الفاعل و المفعول من غير
اعتماد على أحد الأمور الخمسة، أي الموصوف و ذي الحال و المبتدإ و حرف النفي و حرف
الاستفهام، مذهب الأخفش و الكوفيّين دون البصريّين. و أمّا قول النحاة: يا ضاربا
غلامه و يا حسنا وجهه بالاعمال و رجوع الضمير إلى مقدّر فمثال لهم غير مستند إلى
شاهد من كلام موثوق به، و لا يقال: جائني حسن وجهه في الاختيار، بل قد يجئ مثله في
الشعر نحو قوله [من الطويل]:
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 434