لأنّ الرزية سبب الألم الّذي حصل، و مثله قول القائل وامصيبتاه.
و الندبة من كلام النساء في الغالب، و الغرض منها الإعلام بعظمة
المصاب، و من ثمّ لا يندب إلا المعروف، و أما قولهم: وا من حفر بئر زمزماه، فهو في
قوّة قولهم: و اعبد المطّلباه، إذ من العموم أنّ من حفر بئر زمزم هو عبد المطّلب.
و لا يستعمل مع المندوب من أحرف النداء إلا حرفان: أحدهما وا، و هي
الغالبة فيه و المختصّة به، و الثانية يا، إذا لم يلتبس بالمنادى المحض، و حكمه في
الإعراب حكم المنادى الآتي تفصيله فيضمّ إن كان مفردا، نحو: و ازيد و ينصب إن كان
مضافا أو مشبها به، نحو: وا عبد اللّه، وا ضاربا زيدا، و الغالب فيه أن يختم
بالألف إطالة للصوت، سواء كان مفردا، نحو: وا زيدا أو مضافا لظاهر، نحو: وا أمير
المؤمنينا، أو لمضمر، نحو:
وا رأساه، أو شبيها بالمضاف، نحو: وا طالعا حبلا، أو مركّبا، نحو: وا
معديكربا.
و يحذف لهذه الألف ما قبلها من ألف، نحو: واموساه، أو تنوين في صلة أو
غيرها، نحو: وا من نصر محمداه، و نحو: وا أبا حسناه، أو ضمّة إعرابيّة أو بنائيّة،
نحو: وامنذاه فيمن اسمه منذ، أو كسرة كذلك، نحو: واعبد الملكاه وا حذاماه.
فإن أوقع حذف الضمّة أو الكسرة في ليس أبقيا، و قلبت الألف ياء بعد
الكسرة، نحو: واغلامكي، أو واو بعد الضمّة، نحو: وا غلامه و وا غلامهمو، أو وا
غلامكموا، لأنّك لو أبقيت الألف لأوهم الإضافة إلى كاف الخطاب و هاء الغائبة و
المثنّى، و لك في الوقف زيادة هاء السكت بعد أحرف المدّ توصّلا إلى زيادة المدّ،
نحو: وازيدا، و اغلامكيه و اغلامكموه. فإن وصلت حذفتها إلى في الضرورة فيجوز
إثباتها كقول المبتني [من البسيط]: