نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 220
«لكنّ»بتشديد النون، و هي بسيطة خلافا للكوفيّين، و معناها الاستدراك، و
فسّر بأنّ تنسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، و لذلك لا بدّ أن يتقدّمها
كلام مناقض لما بعدها، نحو: ما هذا ساكنا لكنّه متحرك، أو ضدّ نحو: ما هذا أبيض
لكنّه أسود، أو خلاف له على الأصحّ نحو: ما زيد قائما لكنّه شارب. و يمتنع أن يكون
موافقا له باتّفاق، قاله أبو حيّان في النكت الحسان.
معنى الاستدراك:
و قيل: تكون للتوكيد تارة و للاستدراك [تارة] أخري. قاله ابن العلج[1]و جماعة، و
فسّروا الاستدراك برفع ما توهّم ثبوته أو نفيه من الكلام السابق، تقول: زيد شجاع،
فيوهم إثبات الشجاعة لزيد، إثبات الكرم له، لأنّ الشجاعة و الكرم لا يكادان
يفترقان، فإذا أردت رفع هذا التوهّم تأتي بلكنّ فتقول: لكنّه بخيل، و قس على ذلك
النفي و التوكيد، نحو: لو جاءني أكرمته لكنّه لم يجي، أكّدت ما أفادته لو من الامتناع،
و قيل هي للتوكيد دائما، و قد تعطي مع ذلك معنى الاستدراك.
«كأنّ»بتشديد النّون، و هي حرف مركّب عند
أكثرهم، حتى ادّعى ابن هشام الخضراويّ و ابن الخباز الإجماع عليه، و ليس كذلك، بل
ذهب بعضهم إلى أنّها بسيطة، و ادّعى صاحب رصف المباني[2]أنّه قول أكثرهم، و أطلق الجمهور
أنّها للتشبيه و هو معناها المتّفق عليه.
و زعم جماعة منهم ابن السّيّد أنّها لا تكون لذلك إلا إذا كان خبرها
اسما جامدا، نحو: كأنّ زيدا قائم أو في الدار أو عندك أو يقوم، فإنّها في ذلك كلّه
للظنّ، لأنّ الخبر هو الاسم، و الشيء لا يشبه بنفسه.
قال الرضيّ: و الأولى أن يقال هي في ذلك للتشبيه أيضا، و المعنى كأنّ
زيدا شخص قائم، حتى يتغاير الاسم و الخبر حقيقة، فيصحّ التشبيه، إلا أنّه لمّا قام
الوصف مقام الموصوف، و جعل الاسم بسبب التشبيه كأنّه الخبر بعينه، صار الضمير من
الخبر يعود إلى الاسم لا إلى الموصوف المقدّر، فلذلك تقول: كأنّي أمشي، و كأنّك
تمشي، و الأصل كأنّي رجل أمشي، و كأنّك رجل تمشي، انتهى.
ثمّ القائل بأنّها مركّبة، يقول بأنّها للتشبيه المؤكّد لتركيبها من
الكاف المفيدة للتشبيه و أنّ المفيدة للتأكيد، فكأنّ زيدا أسد، أصله أنّ زيدا
كأسد، قدّمت الكاف على أنّ