responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 208

قال أبو محمد إليزيديّ: فمضينا إلى أبي مهديّ، فوجدنا قائما يصلّي، فلمّا قضي صلاته، أقبل علينا، فقال: ما خطبكما؟ فقلت: جئناك لنسألك عن شي‌ء من كلام العرب، قال: هاتياه، فقلنا: كيف تقول: ليس الطيب إلا المسك، فقال: أتأمرني بالكذب على كبر السّنّ، فأين الزعفران، و أين الجاديّ، و أين بنّة الإبل الصادرة [1]؟ فقال له خلف الأحمر: ليس الشراب إلا العسل. قال: فما تصنع سودان هجر [2]ما لهم غير هذا الثمر، فلمّا رأيت ذلك، قلت: كيف تقول: ليس ملاك الأمر إلا طاعة اللّه تعالى؟ فقال:

هذا كلام لا دخل فيه، ليس ملاك الأمر إلا طاعة اللّه تعالى، و العمل بها، و نصب، فلقّنّاه الرفع، فأبي، و كتبنا ما سمعناه منه.

ثمّ جئنا إلى المنتجع، فقلنا له: كيف تقول: ليس الطيب إلا المسك، فقال: ليس الطيب إلا المسك، فرفع، و جهدنا به أن ينصب، فلم ينصب، فرجعنا إلى عمرو، و عنده عيسى بن عمرو، و لم يبرح بعد، فأخبرنا بما سمعنا، فأخرج عيسى خاتمه من يده، فدفعه إلى أبي عمرو، فقال: بهذا سدت الناس يا أبا عمرو.

حالات خبر الأفعال المذكورة مع اسمها إذا كانا معرفتين أو نكرتين:

الثاني: للخبر مع الاسم حالات، فإن كانا معرفتين، فالاسم هو المعلوم للمخاطب مطلقا، فإن علمهما، و جهل انتساب أحدهما إلى الآخر، فالاسم هو الأعرف على المختار، ما لم يكن الآخر اسم اشارة، اتّصل بها هاء التنبيه، فيتعيّن للاسميّة، فإن لم يكن أحدهما أعرف، فالتخيير، هذا هو المشهور. و قيل: المتكلّم بالخيار في جعل أي المعرفتين شاء الاسم و الآخر الخبر، و هي طريقة المتقدّمين. و ذهب إلى ذلك من المتأخّرين ابن مضاء [3]و ابن طاهر [4]و الاستاذ أبو على و ابن خروف و ابن عصفور. قيل: و هو ظاهر كلام سيبويه، و إن كانا نكرتين و لكلّ منهما مسوّغ، فالتخيير أيضا، و إن كان المسوّغ لأحدهما فقط، فهو الاسم و إن كانا مختلفين، فالمعرفة هو الاسم، و النكرة هو الخبر، و لا يعكس إلا في الضرورة، و جوّزه ابن مالك اختيارا بشرط الفائدة، و كون النكرة غير متمحضه للوصفية، و من وروده قوله [من الوافر]:


[1] - البنّة: الرائحة المنتنة. و لعلّ قصده من هذه الجمل: أين الكلام الصحيح؟ و أين الكلام غير الصحيح؟

[2] - السودان جمع أسود، جيل من الناس سود البشرة. و هجر اسم موضع فيه تمر.

[3] - أحمد بن عبد الرحمن بن مضاء اللخميّ، كان له تقدّم في علم العربية، صنفّ: المشرق في النحو، الردّ على النّحويّين و ... مات 592 ه. المصدر السابق 1/ 323

[4] - عبد اللّه بن حسين بن طاهر فقيه نحوي، له تصانيف منها، المفتاح الإعراب في النحو مات 1272 ه.

الأعلام للزركلي 5/ 210.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست