المرحلة الرابعة لمراحل عالم الآخرة أو يوم القيامة هي مرحلة سوق الكفّار والمؤمنين إلى مثواهم الأخير: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ...﴾[1]، ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ...﴾[2].
ونحن إنّما بدأنا حديثنا في الخلود بهذه الآية المباركة دون باقي آيات الخلود; لأنّها الآية التي قد يتوهّم أنّها ضدّ الخلود، فلابدّ من بحث فيها يرفع هذا التوهّم.
وسبب التوهّم واضح، وهو الاستثناء الموجود من الخلود بلحاظ أهل النار وبلحاظ أهل الجنّة، وهو استثناء مشيئة الربّ تعالى، فقد يخطر بالبال أنّ هذا الاستثناء يعني اقتطاعاً زمنياً في آخر الأمر، وهذا يعني عدم الخلود.
ومن هنا قد يفترض أنّ هذه الآية لا علاقة لها بيوم القيامة; كي لا تنافي