ترى أنّ المعقول في الذهن حسب تصوّراتهم[1] ليس إلاّ الماهية، وأنّ التساؤل عن نسبة الوجوب والإمكان للوجود بالقياس إلى الماهية لا معنى له لو فرضت الماهية حدّاً للوجود.
البرهان الثاني ـ برهان الحدوث
وهذا البرهان أيضاً مؤلّف من ثلاث مقدّمات :
الاُولى : الحدوث.
الثانية : احتياج الحادث إلى علّة.
الثالثة : ضرورة الانتهاء في سلسلة العلل إلى القديم; وذلك لاستحالة الدور والتسلسل.
أمّا المقدّمة الاُولى : وهي حدوث العالم، فلإثبات حدوثه طرق عديدة منها مايلى :
1 ـ الحركة الجوهريّة:
لا إشكال في كون العالم مليئاً بالحركة الظاهرية، والحركة: هي الخروج من القوّة إلى الفعل تدريجاً، أو قل: هي الزوال والحدوث المستمرّ، وهذه الحالة حسّيّة لنا في البشر في نموّه وبلوغ أشدّه ثم انتكاسه، وكذلك في الحيوانات، والأشجار، وكذلك التغيّرات الاُخرى: من الحرّ والبرد والليل والنهار وحركة السيّارات وما إلى ذلك.
والمادّة عموماً ـ وفقاً لاكتشاف العلم الحديث ـ يتألّف كلّ مليمتر واحد منها
[1] إشارة إلى وجود تصوّر آخر وهو أنّ المعقول في الذهن يكون صورة عمّا هو خارج الذهن، لا ماهية مشتركة بين الوجود الذهني والوجود الخارجي.