للمشركين الذين قتلوا يومئذ وقد اُلقوا في القليب: «لقد كنتم جيران سوء لرسول الله ـ ـ ، أخرجتموه من منزله وطردتموه، ثم اجتمعتم عليه فحاربتموه، فقد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً»، فقال له عمر: يا رسول الله ما خطابك لهام قد صديت ـ أي ماتت ـ ؟ فقال له: «مَهْ يا بن الخطاب، فوالله ما أنت بأسمع منهم، وما بينهم وبين أن تأخذهم الملائكة بمقامع الحديد إلاّ أن أعرض بوجهي هكذا عنهم»[1].
وكذلك ورد في زيارة القبور عن الصادق : «إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم»[3].
وثالثاً: وصول شيء من الثواب إليهم من هذه الدنيا على ما نطقت به العديد من رواياتنا[4]، كصحيح الحلبي عن أبي عبدالله الصادق قال: «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلاّ ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وصدقة[5] مبتولة لا تورث، أو سنّة هدى يعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له»[6]، ورواية معاوية بن عمار قال: «قلت لأبي عبدالله : ما يلحق الرجل بعد موته؟ فقال: سنّة يعمل بها بعد موته فيكون له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من اُجورهم شيء، والصدقة الجارية تجري من بعده،
[1] البحار 6 : 254 ـ 255، الباب 8 من أبواب الموت وما يلحقه إلى وقت البعث.
[2] وسائل الشيعة 3 : 201 ـ 203، الباب 35 من الدفن.