وأمّا لقاء الله ـ وليس المقصود اللقاء المادّي تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ـ فقد عبّر القرآن عن ذلك ـ على ما يبدو ـ بالنظر إلى الله ـ والمقصود النظر بعين البصيرة وليس بالباصرة ـ في قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة﴾[3]، ويحتمل أن يكون اللقاء المعنوي أيضاً هو المقصود في آخر سورة القمر، حيث قال: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَهَر * فِي مَقْعَدِ صِدْق عِندَ مَلِيك مُّقْتَدِر﴾[4].
وقد عبّر عن نقيض ذلك بالحجاب في قوله تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَّمَحْجُوبُون﴾[5].
ومَن الذي يستطيع أن يصل إلى مغزى لذّة لقاء الله، وحقيقة ألم فراقه غير تلميذ القرآن الذي يقول: «فَهَبْني يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلَى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِراقِك»[6]؟