وحبّ الأب أو الاُمّ للطفل قد يصل إلى مستوى لا يتصوّر مخالفته لما يهواه الطفل إلاّ لمصلحة نفس الطفل، فكيف بحبّ الله تعالى الجامع لصفات الجمال والجلال؟!

والمرويّ عن إمامنا زين العابدين أ نّه قال: «إلهي، مَنْ ذا الَّذِي ذَاقَ حَلاوَةَ محبَّتكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلاًَ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي أنِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلاًَ؟»[1]، وعن الصادق أنّه قال:

تعصي الإله وأنت تظهر حبّههذا محال في الفعال بديع

لو كان حبّك صادقاً لأطعتهإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع[2]

4 ـ من براهين العصمة :

البرهان الأوّل : قلنا: إنّ اكتناه عظمة الربّ بالمقدار الممكن للإنسان المخلوق يكون مانعاً قطعيّاً عن المعصية، وكذلك اكتناه حقيقة المعصية وقذارتها ونجاستها ودناءتها، وكلا هذين الأمرين موجودان لدى كلّ نبيّ يوحى إليه; لأنّ مقام الوحي هو أعلى مقام من مقامات الاقتراب إلى الربّ والاطّلاع على عظمته; ولذا ورد عن رسول الله أنّه قال: «يا عليّ، ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك»[3]. وأيضاً الوحي أعلى مقام من مقامات كشف الحقيقة لا يناله عقل