responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اُصول الدين نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 161

استعمل في مقابل هذين القسمين، في حين أنّه طُبّق الوحي في القرآن في قصّة موسى على الصوت الذي سمعه موسى ، قال الله تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لاَِهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَس أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي[1].

وكذلك يطلق الوحي على ما كان يأتي به جبرئيل على رسول الله وهو أحد التفسيرين المذكورين لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى[2].

وعلى أيّة حال فالوحي بالنسبة للأنبياء قد يستعمل بمعنى عامّ يشمل الوحي عن طريق الملك، أو عن طريق خلق الصوت في جسم أو مكان، بل وعن طريق الرؤيا أيضاً، كما في قصّة رؤيا إبراهيم لذبح ولده، وقصّة رؤيا رسول الله لدخول المسلمين المسجد الحرام آمنين، وقد يستعمل بمعنى خاصّ في مقابل هذه الأقسام، وهو وحيٌ مباشر لله إليه، ونحن يستحيل علينا طبعاً أن ندرك حقيقته، كما يستحيل على من ولد أعمى من بطن اُمّه أن يدرك حقيقة الرؤية بالعين أو حقيقة اللون أو حقيقة النور، ولكن المقدار الذي نحدسه هو أن يكون سنخ إدراك حُضوري، وتوضيح المقصود: أنّه قد مضى منّا في بحث التوحيد أنّ الإيمان بالله تعالى أمر فطري، وقد مضى تفسير الفطريّة بأمرين، أحدهما: البداهة ودركه بالوجدان كما في البديهيّات الفطريّة، والثاني: العلم الحضوري بالله تعالى، وقلنا: إنّ المتيقّن من ذلك هو المعنى الأوّل، أمّا المعنى الثاني ـ وهو العلم الحضوري ـ فلا دليل قطعي لدينا عليه وإن كان ثبوته لبعض



[1] س 20 طه، الآية: 9 ـ 14.

[2] س 53 النجم، الآية: 8 ـ 10.

نام کتاب : اُصول الدين نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست