responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 88

وممّا يدلُّ على ذلك ـ أيضاً ـ قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَل لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الاَْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[1].

فلو أنّ قلوبنا لم تخشع ولم تتصدّع من خشية الله فهذا دليل على أنّ القرآن لم ننزّله بمعنى الكلمة على قلوبنا، ولم نهضمه فيما بين جوانحنا، وحينما نقرأه لا نهتم



[1] السورة 59، الحشر، الآية: 21. وهذه الآية من الآيات التي تدلُّ ـ على ما يبدو لنا ـ على أنَّ للجماد نوع شعور مناسب لنشأته بحيث لو أَنزل الله ـ تعالى ـ هذا القرآن بالنشأة المناسبة لنشأة الجبل لخشع وتصدَّعَ من خشية الله. ونظير هذه الآية قوله تعالى: ﴿... فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً ... السورة 7، الاعراف، الآية: 143. فالمقصود هنا ـ أيضاً ـ تجلِّي الربّ بالنشأة المناسبة لنشأة الجبل. ونظير هاتين الآيتين قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ السورة 2، البقرة، الآية: 74. فلو أمكن حمل قوله تعالى :﴿لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ و ﴿لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ على نوع من البيان الاستعاري أو الكنائي أو المجازي والبلاغي إذ فُرِضَ تفجر النهر والتشقق بالماء من قبيل لين القلب، فكيف نفسر قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّه؟! إِلاّ بتفسير: أنَّ للجماد نشأة خاصة به، وله بلحاظ تلك النشأة الخشية من الله تعالى. ومن هنا يبدو أنَّ ما يقال من تفسير عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال بعرضها على أهلها كالملائكة، أو بكون ذلك تمثيلاً وتقديراً، وكون الإباء والاشفاق بعنوان لسان الحال، كلُّ هذه بعيدة عن الواقع، بل الآية محمولة على معناها الظاهري والحقيقي، إلاّ أَنَّ العرض كان بالنشأة المناسبة لنشأة الجمادات. وما أحلى ما قال الرومي بالفارسيّة: گر ترا از غيب چشمى باز شد * بـاتـو ذرات جـهـان هـمـراز شـــد نطق خاك ونطق آب ونطق گل * هست محسوس حواس اهل دل جـمـلـه ذرّات در عـالـم نـهـان * بـاتـو مـيـگـويـنـد روزان وشـبـان ما سميعيم وبصير وباهشيم * بـا شـمـا نـامـحرمان ما خامشيم
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست