responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 579

قسمين: فقد يكون متجسّداً في شخصيّة معصوم من المعصومين ، وأُخرى يكون متجسّداً في غير معصوم. ولكلّ من المثلين بعض الامتيازات على الآخر.

فالمثل المعصوم امتيازه على غير المعصوم يكون :

أوّلا : باعتبار كمال المعصوم ونقص غير المعصوم في درجة الكمال، فجعل غير المعصوم مثلا أعلى قد يجمّد الإنسان إلى حدّ محدود، أو يحرّك الإنسان بتحريك ناقص، وإن أمكن علاج ذلك في الجملة بجعله مثلا أعلى مرحليّاً، واجتيازه إلى مثل أعلى آخر بعد الوصول إليه. أمّا المثل المعصوم فهو عار عن هذا النقص.

وثانياً : بتنزّه المعصوم عن الأخطاء والزلاّت، وتورّط غير المعصوم في بعض المعائب والاشتباهات. فإذا جعلنا غير المعصوم مثلا أعلى لنا، قد تصيبنا من نقائصه ومعائبه العدوى ـ أيضاً ـ لا شعوريّاً، بالأخصّ إذا كان المثل حيّاً نعيش معه ونعاشره، وإن أمكن ـ أيضاً ـ علاج ذلك في الجملة: تارة باختيار مثل أعلى يكون الفارق بيننا وبينه كبيراً جدّاً، بحيث يكون أكمل منّا حتّى في أكثر نقائصه ومعائبه، أي: إنّه في نفس المعائب الموجودة عنده يكون أقلّ عيباً منّا، فيكملنا حتّى في معائبه، وأُخرى باختياره مثلا أعلى في شُعب كماله مع الالتفات إلى نقائصه والتحرّز بقدر الإمكان من إصابة العدوى لنا في نقائصه. أمّا المثل الأعلى المعصوم فهو عار عن هذه النقائص.

والمثل غير المعصوم امتيازه على المعصوم يكون من وجهين أيضاً :

فأوّلا : إنّنا قد نفكّر في المثل المعصوم أنّنا لا نستطيع أن نكون مثله; لأ نّه معصوم ونحن لسنا بمعصومين. وهذا التفكير قد يفتّ في عضدنا ويضعف عزيمتنا، في حين أنّ المثل الأعلى إن كان غير معصوم لم يراودنا فيه تفكير من هذا القبيل.

وليعلم أنّ هذا التفكير في الحقيقة باطل; فإنّ المعصومين إنّما جُعلوا لنا أُسوة ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ

نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 579
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست