والمقصود طبعاً بالاستغفار: طلب المغفرة المقترن بالتوبة بقرينة ما في ذيل الصيغة التي ذكرها للاستغفار، وهو قوله: وأتوب إليه، وبقرينة روايات أُخر من قبيل ما ورد عن الباقر من قوله: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ»[1].
وورد في حديث تام السند التأجيل من الغدوة إلى الليل، فعن زرارة بسند تام قال: سمعت أبا عبدالله يقول: «إن العبد إذا أذنب ذنباً أُجّل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر الله لم تُكتَب عليه»[2].
وفي رواية أُخرى عن رسول الله : «صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد سيّئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: لا تعجل، وأنظره سبع ساعات، فإن مضت سبع ساعات ولم يستغفر قال: اكتُب فما أقلّ حياء هذا العبد»[3].
والركن الثاني ـ العزم على ترك العود :
وكون هذا ركناً ـ أيضاً ـ من الواضحات; إذ بدونه لا يصدق عنوان الرجوع إلى الله أو الرجوع إلى الفطرة الصافية.
والندم في الغالب يستبطن العزم على عدم العود.
وقد ورد في الحديث عن ربعي، عن الصادق ، عن أمير المؤمين : «إن الندم على الشرّ يدعو إلى تركه»[4] وعليه تحمل روايات فرض الندامة، هي: التوبة، من قبيل مرسلة الصدوق قال: من ألفاظ رسول الله «الندامة توبة»[5].
[1] الوسائل 16/74، الباب 86 من جهاد النفس، الحديث 8 .
[2] الوسائل 16 / 65، الباب 85 من جهاد النفس، الحديث 4.
[3] الوسائل 16/70.
[4] الوسائل 16 / 61، الباب 83 من جهاد النفس، الحديث 3.
[5] المصدر السابق: ص62، الحديث 5.