على التوحيد وعلى آثار التوحيد التي لا تكون إلاّ الخير والصلاح، وكلّ ذنب صدر عن العبد كان غباراً على تلك الفطرة وإخماداً لنورها ورَيْناً عليها، ولا تحصل التوبة إلاّ بالتيقّظ والرجوع إلى الاهتداء بنور الفطرة ومسح الغبار.
والشاهد القرآني على كون التوحيد بجميع ما له من أغصان الخير وأوراقه وثماره أمراً فطرياً للبشر وأنّ مخالفة ذلك مخالفة للفطرة عدّة آيات من قبيل قوله تعالى :
سواءٌ فسّرنا هذه الآية ابتداءً بمسألة الفطرة أو فسّرناها بعالم الذر فإنها على الثاني ـ أيضاً ـ تدلّ على أنّ التوحيد صار بسبب ما جرى في عالم الذرّ فطريّاً، وإلاّ فما قيمة عهد نسيه المتعهّد، وكيف يُحتجّ به عليه؟!
وقد ورد في الحديث عن النبيّ : «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه يهوّدانه وينصّرانه»[4].
فكلّ انحراف عن هذه الفطرة بالذنب لا يمكن أن يتوب العبد منه قبل تيقّظه