responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 108

ردحاً من الزمن عن العمل السياسي الاجتماعي وبحُجّة تزكية النفس أو بأ يّة حُجّة أُخرى، فهذا ليس من دأب الإسلام، وهذا خلاف العمل بخلافة الله على وجه الأرض.

قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...[1].

والمقصود بالخلافة : الخلافة عن الله لا الخلافة عن إنسان قديم، فإنّ الَمخلف عنه لو كان غير المتكلّم لوجب التنبيه عليه.

والمقصود بالخليفة : الإنسانيّة بالذات لا شخص آدم وأكبر الظنّ أنّ هذا هو الذي أثار مخاوف الملائكة ﴿قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ... [2]. أمّا شخص آدم فلم يكن يثير تخوّفاً في نفوس الملائكة. والسجود وإن كان بوجهه الخاص لآدم أو للإنسانيّة المعصومة وللمعصومين في صلب آدم ، ولكنّه بوجهه العام كان سجوداً للإنسانيّة.

قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُم ثُمَّ صَوَّرْنَاكُم ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ ...[3]. فذيل الآية يشير إلى وجه السجود الخاص بآدم أو بالمعصومين، لأ نّه أو لأنّهم الفرد الكامل في الخلافة المشتملة على ولاية الطاعة. وقد ورد عن الرضا : «كان سجودهم لله ـ تعالى ـ عبوديّة، ولآدم إكراماً وطاعة لكوننا في صلبه»[4]. وصدر الآية يشير إلى وجه السجود العام; إذ دلَّ على أنّ خلق آدم كان خلقاً لكم أ يُّها البشر، وتصويره كان تصويراً لكم، فالسجود له كان سجوداً لكم. وسجود الملائكة للإنسانيّة فيه إشارة عظيمة إلى عظمة الإنسان الكامنة في امتيازه



[1] السورة 2، البقرة، الآية: 30.
[2] السورة 2، البقرة، الآية: 30.
[3] السورة 7، الأعراف، الآية: 11.
[4] تفسير «نمونه» 1/183.
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست