responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 105

واحذر حذر من يتخوّف أن يموت غداً»[1].

وعن أحدهما قال: قال النبيّ : «إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فتنفّلوا، وإذا أدبرت فعليكم بالفريضة»[2].

وعن مولانا أمير المؤمنين : «إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض»[3].

الثالث : كلّما تقدّم السالك في سلوكه ازداد ثقل كاهله، ولن يصل إلى مرحلة التخفيف، فهاهم أنبياء الله العظام الذين وصلوا في سلوكهم فوق ما يتصوَّره متعارف الناس ترى عظم مسؤوليتهم وثقل كاهلهم. وكنموذج لذلك نشير إلى قِصَّة يونس على نبيّنا وآله وعليه الصلاة والسلام، فهو حينما غضب على قومه الكفرة الفجرة، وكان غضبه لله لم يستطع الصبر على ذلك حتّى دعا عليهم، وهذا أمر لو صدر من أحدنا لشكرنا الله عليه، ولكُنَّا بذلك من الممدوحين، ولكنّ الله تعالى أدّبه على ذلك بسجنه في بطن الحوت، وقال: ﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِن الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[4]. وذلك لا لشيء إلاّ لأنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين، ولا لشيء إلاّ لأ نّه كان يتوقّع منه أن يكون أوسع صدراً من ذلك. وهذه مسؤوليّة لا نتحمل نحن عُشراً من معشارها.

وهذا رسول الله قد أذِنَ للبعض بهدف المداراة وحسن السلوك مع الناس; لتقريبهم بذلك إلى الله الأمر الذي لو صدر من أحدنا لكُنّا من الممدوحين والمشكور على عملهم، ولكنّ الله تعالى أدّبه فأحسن تأديبه حينما قال: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ[5].



[1] الوسائل 1/110، الباب 26 من مقدّمة العبادات، الحديث 7.
[2] الوسائل 4 / 69، الباب 16 من أعداد الفرائض، الحديث 8 .
[3] نهج البلاغة: 721، رقم الحكمة: 312.
[4] السورة 37، الصّافات، الآيتان: 143 ـ 144.
[5] السورة 9، التوبة، الآية: 43.
نام کتاب : تزكية النفس نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست