يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَإِنْ عَصَيْتُكَ، كَما أَنَّ خَوْفي لا يُزايِلُني وَإِنْ أَطَعْتُكَ، فَقَدْ دَفَعَتْنِي الْعَوالِمُ إِلَيْكَ، وَقَدْ أَوْقَعَني عِلْمي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ. إِلهي، كَيْفَ أَخيبُ وَأَنْتَ أَمَلي، أَمْ كَيْفَ اُهانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلي؟! إِلهي، كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَفِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَني، أَمْ كَيْفَ لا أَسْتَعِزُّ وَإِلَيْكَ نَسَبْتَني؟! إِلهي، كَيْفَ لا أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذي فِي الْفُقَرآءِ أَقَمْتَني، أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَني؟! وَأَنْتَ الَّذي لا إِلهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيء فَما جَهِلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الَّذي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ في كُلِّ شَيء، فَرَأَيْتُكَ ظاهِراً في كُلِّ شَيء، وَأَنْتَ الظّاهِرُ لِكُلِّ شَيء. يا مَنِ اسْتَوى بِرَحْمانِيَّتِهِ فَصارَ الْعَرْشُ غَيْباً في ذاتِهِ، مَحَقْتَ الآثارَ بِالآثارِ، وَمَحَوْتَ الاْغْيارَ بِمُحيطاتِ أَفْلاكِ الاَْنْوارِ. يا مَنِ احْتَجَبَ في سُرادِقاتِ عَرْشِهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الاْبْصارُ. يا مَنْ تَجَلّى بِكَمالِ بَهآئِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ [مِنَ] الاْسْتِوآءَ. كَيْفَ تَخْفى وَأَنْتَ الظّاهِرُ، أَمْ كَيْفَ تَغيبُ وَأَنْتَ الرَّقيبُ الْحاضِرُ؟! إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ. وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَحْدَهُ».
«الحَمْدُ للّهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللَّهُمَّ، لَكَ الحَمْدُ بَديعَ السَّمواتِ وَالأرْضِ، ذَا الجَلالِ وَالإكْرامِ، رَبَّ الأرْبابِ، وَإلهَ كُلِّ مَأْ لُوه، وَخالِقَ كُلِّ مَخْلُوق، وَوارِثَ كُلِّ شَيْء، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْء، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء مُحيطٌ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْء رَقيبٌ.
أنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ الأحَدُ المُتَوَحِّدُ الفَرْدُ المُتَفَرِّدُ، وَأنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ الكَرِيمُ المُتَكَرِّمُ العَظِيمُ المُتَعَظِّمُ الكَبِيرُ المُتَكَبِّرُ، وَأنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ العَلِيُّ المُتَعالِ الشَّديدُ المِحالِ، وَأنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ العَلِيمُ الحَكِيمُ، وَأنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ السَّميعُ البَصِيرُ القَدِيمُ الخَبِيرُ، وَأنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ