كلّ شيء في هذا الكون الواسع يحمل معه قانونه الربّاني الصارم ، الذي يوجّهه ويرتفع به مدى ما يتاح له من ارتفاع وتطوّر ، فالبذرة يتحكّم فيها قانونها الذي يحوّلها ضمن شروط معينة إلى شجرة ، والنطفة يتحكّم فيها قانونها الذي يطوّرها إلى إنسان ، وكلّ شيء من الشمس إلى البروتون ، ومن الكواكب السيّارة في مدار الشمس إلى الألكترونات السيّارة في مدار البروتون يسير وفق خطّة ، ويتطور وفق إمكاناته الخاصّة .
وهذا التنظيم الربّاني الشامل امتدّ ـ بحكم الاستقراء العلمي ـ إلى كلّ جوانب الكون وظواهره .
وقد تكون أهمّ ظاهرة في الكون هي ظاهرة الاختيار لدى الإنسان ، فإنّ الإنسان كائن مختار ، ويعني ذلك أ نّه كائن هادف ، أي يعمل من أجل هدف يتوخّى تحقيقه بذلك العمل ، فهو يحفر الأرض من أجل أن يستخرج ماءً ، ويَطهى الطعام من أجل أن يأكل طعاماً لذيذاً ، ويجرّب ظاهرةً طبيعيةً من أجل أن يتعرّف على قانونها ، وهكذا ، بينما الكائنات الطبيعية البحتة تعمل من أجل أهداف مرسومة من قبل واضع الخطّة ، لا من أجل أهداف تعيشها هي وتتوخّى تحقيقها .
فالرئة والمعدة والأعصاب في ممارسة وظائفها الفيسيولوجية تعمل عملا