ولو لم يدرّ عليه ذلك اُجوراً بصورة مباشرة . ومن يملك سيارةً فيسوقها باستمرار ويقطع بها المسافات كلّ يوم بقصد التنزّه وقضاء الوقت ، أو يسافر بها لزيارة المشاهد باستمرار لا يعتبر السفر عمله ومهنته ، إذ لو سئل ما هو عمل هذا الشخص ؟ لا يقال : إنّ عمله التنزّه أو زيارة المشاهد .
ومن كان عمله السفر ينطبق :
( 171 ) أوّلا : على من كان نفس السفر عمله المباشر ، كالسائق عمله سياقة السيارة ، والطيّار أو البحّار يقود الطائرة أو السفينة ، والمضيّف الذي تستأجره الشركة لمرافقة المسافرين في الطائرة أو غيرها من وسائط النقل .
( 172 ) ثانياً : من كان عمله ومهنته شيئاً آخر غير السفر ولكنّه يسافر ويتغرّب عن بلده من أجل أن يمارس عمله ، على نحو لا يُتاح له أن يمارس ذلك العمل وتلك المهنة إلاّ إذا باشر السفر بنفسه وتغرّب عن بلده ، أو يجد أنّ من الأفضل للعمل والمهنة أن يسافر بنفسه بدلا عن أن يستنيب .
المثال : نجفي وظيفته التدريس في مدرسة في الحلّة ، فيسافر إلى هناك في كلّ يوم ويعود إلى بلدته بعد انتهاء عمله ، فإنّ هذا عمله ليس هو السفر ، بل التدريس ، ولكنّه يسافر من أجل أن يمارس التدريس ويزاول مهنته فهي تفرض عليه مباشرةً السفر ، ولو استناب شخصاً آخر في السفر إلى الحلّة لكان معناه أنّ الشخص الآخر هو الذي سيدرّس دونه ، فكلّ من كان من هذا القبيل فهو ممّن عمله السفر شرعاً ، ويجب عليه أن يتمّ صلاته .
ومثال آخر : شخص يتّجر في موسم البطّيخ بالسفر لشرائه من المزارع وجلبه إلى البلد وبيعه .
وينبغي أن يلاحظ هنا أنّ من يسافر من أجل عمله له حالتان :