( 73 ) الوضوء في نفسه طاعة ومستحبّ ، وبه يُتقرّب إلى الله ومرضاته . وفي نفس الوقت هو واجب لغيره ، حيث يجب للصلاة الواجبة والمستحبّة[1] أداءً وقضاءً ، ولصلاة الاحتياط[2] ، وأجزاء الصلاة المنسية ، وأيضاً يجب لصلاة الطواف ، ولطواف المعتمر أو الحاجّ . وتسمّى هذه الأشياء بالغايات الواجبة للوضوء ، بمعنى أ نّها لا تصحّ ولا تستساغ بدونه .
( 74 ) ويستحبّ للطواف المستحبّ ، ولأيّ فعل من أفعال الحجّ ، وللدعاء ، ولتلاوة القرآن الكريم ، ولصلاة الجنائز ، وللمكث في المساجد ، وزيارة العتبات المقدّسة .
وتسمّى هذه الأشياء بالغايات المستحبّة للوضوء ; لأ نّها بدون وضوء طاعة أيضاً ، وإن كانت مع الوضوء أكمل وأفضل .
( 75 ) وقد مرّ بنا في شروط المتوضّئ أنّ نية القربة شرط لا يصحّ الوضوء بدونها ، وهي تحصل بأن يأتي بالوضوء قربةً إلى الله تعالى : إمّا لأ نّه مطلوب في نفسه ، أو لأ نّه يريد بذلك إيجاد إحدى غاياته الواجبة أو المستحبّة .
[1] أي أنّ الوضوء واجب حتّى للصلاة المستحبّة ، ومعنى هذا أنّ الصلاة المستحبة لا تصحّ بدون وضوء ، فلا يجوز للمكلف أن يصلّي صلاةً مستحبةً بدون وضوء ، وإن كان بإمكانه أن يترك الصلاة المستحبة رأساً .(منه (رحمه الله)).
[2] صلاة الاحتياط : صلاة تتأ لّف من ركعة واحدة أو ركعتين ، شرّعت من أجل معالجة بعض حالات الشكّ في الصلاة ، لاحظ الفقرة [66] و [82] من فصل الأحكام العامة للصلاة .(منه (رحمه الله)).