فكّر في أنه هل هو من أهل الجنّة أم من أهل النار، وهل أنّ أعماله قرآنية أم لا؟
وإذا ما مات الإنسان فإنّ فرصته لا يمكن أن تعود، فلماذا يستمرّ في خداع ذاته، ولماذا لا يتنبّه من غفلته، وقد ورد:" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا". [1]
وأنا أتصوّر إنّ الإنسان يشبه الى حد كبير الرجل الذي ابتلع مجموعة ضخمة من الحبوب المنوّمة، وهو يعرف أن علاجه أن يستيقظ من النوم ليداوي ويعالج نفسه بقوّة إرادته، ثم هو يوقظ نفسه ولكن لعدة دقائق تضعف إرادته بعدها ليتغلّب عليه النوم مرّة أخرى، ثم ينتبه مرّة أخرى من خلال عامل إيقاظ ذاتي أو خارجي ثم إذا به ينام مرّة أخرى وهكذا. وحتى ينتبه الانتباه المطلوب فانه بحاجة الى المزيد من الوقت.
وقد أثبت علم النفس الحديث ان الإنسان إذا تعوّد- مثلًا- أن يطالع في غرفة معينة ووفق شروط خاصّة خلال ساعة محدّدة، فعندما يحين الوقت يجد نفسه مشدوداً الى المطالعة دون إرادته، وهذه عادة النفس البشرية.
النقد الذاتي
ولو أنّنا خصّصنا في كلّ عام ليلة القدر لإعادة النظر في حياتنا، وفي علاقتنا بالله جل وعلا، وفي مجمل سلوكنا ومناهجنا وطرق تفكيرنا، لتعوّدت أنفسنا على أن تفعل ذلك في كلّ عام بمجرّد أن ندخل في ليلة القدر. أمّا إذا تركنا هذه الأمور للصدف، واشتركنا مثلًا في مجلس روحيّ وكان الخطيب بارعاً واستطاع أن يوقظنا من نومنا، وأن يجعلنا نفكّر في أن نغيّر