responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة القدر معراج الصالحين نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 80

ذلك أن الشيطان أيضاً يسعى من أجل أن يدفعه إلى ذلك فيلهيه ويجعل تفكيره منصباً على الأمور الجزئية التافهة الهامشيّة التي لا تمتلك أية قيمة.

هذا في حين أنّ الله جل وعلا يريد من الإنسان أن ينظر بعيداً إلى الآفاق، ويصل إلى مستوى الإنسانية، والاختيار بيد الإنسان في الوصول إلى هذه القمة السامقة، أو السقوط في ذلك الحضيض.

بين التفويض والجبر

ولقد ذهب الإنسان في هذا المجال مذهبين متناقضين في الظاهر، ولكنّهما يؤدّيان به إلى استصغار نفسه وتحقيرها؛ المذاهب الأول هو مذهب التفويض الذي يقول إنّ الله تبارك وتعالى ليست له أيّة إرادة على الإنسان، فقد تركه وشأنه، وخلقه عبثاً وسدىً، فلا يجازيه ولا يحاسبه ولا يعاقبه. فالله تعالى عمّا يصفون محايد في معركة الخير والشر، وقد ترك الدنيا تحكمها شريعة الغاب. وهذه هي نظرية التفويض التي تحتقر الإنسان، وتحطّ من شأنه، ذلك لأنّ الإنسان في هذه الحالة سوف لا يجد من يتوكل عليه، أو يلجأ إليه عندما يواجه الضعوط الاجتماعية والثقافية والإعلامية ومشاكل الحياة المختلفة. ومن المعلوم أنّ من لم يتوكّل على الله سبحانه وتعالى فإنّه سرعان ما ينهار.

أمّا النظرية الثانية، فتقول إنّ الإنسان ليس بيده من الأمر شيء، فكلّ شيءٍ مرتبط بالله، فالإنسان لا يقدّر لنفسه. ومن العجيب أنّ بعض المفسّرين يفسّرون القرآن على ضوء هذه النظرية (نظرية الجبر)، ونحن نسأل مثل هؤلاء: إذا كان الإنسان مسلوب الإرادة فلماذا يقرّر ولماذا يشاء ولماذا يسعى ويتحرّك؟

نام کتاب : ليلة القدر معراج الصالحين نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست