قبل ذلك، لابد من القول بأنّ للعلم مصدرين: علم مطبوع، وعلم مسموع. أي أن من العلم ما ينبع من العقل، ومنه ما ينبع من التجربة. فالمسموع بالتجربة، والمطبوع بالعقل.
والعقل يظهر بالحياء، إذ الحياء من أوضح دلائل وفرة العقل، حتى أنّ الإنسان العاقل يكون حيياً بمقدار ما لديه من عقل. ونعلم أنّ النبي صلّى الله عليه وآله كان أكمل الناس عقلًا كما كان أكثرهم حياءً.
وكذلك تجد الرجال الصالحين؛ المخلِصين والمخلَصين يتمتّعون بصفة الحياء، والحياء يأتي من الثقة والاعتداد بالذات، واحترام الإنسان لنفسه .. لذلك يربط الإمام عليه السلام بين هاتين الصفتين، ويفرض على الحاكم العثور على رجل يحملهما لدى تنصيبه وتعيينه في موقع إداري مهم.
ولكن أين يُعثر على من يتّصف بهاتين الصفتين العظيمتين؟