responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 328

لقد كان البرامكة وزراء هارون الرشيد وهم الذين تعبوا في سبيل حكمه، ولكن شيئاً فشيئاً شعر هارون الرشيد بأنه لا يملك شيئاً، فالبرامكة هم الذين أخذوا الحكم وعندها حاك مؤامرة ضدهم واطاح بهم فقتل جعفر وسجن يحيى البرمكي الذي كان يناديه الرشيد يا ابتاه، لان هارون الرشيد تربى على يد يحيى، وكان جعفر اخا لهارون الرشيد من الرضاعة، فأمر هارون الرشيد ياسر خادمه وجلاده، وقال له: اذهب وابحث عن جعفر البرمكي واقتله واحضر رأسه، فذهب ياسر وطلب جعفرا وقال له: اجب امير المؤمنين يريدك واخذه الى مكان منعزل واراد ان يقتله، فقال: لماذا؟

قال: امير المؤمنين امرني بذلك، قال اذهب بي الى امير المؤمنين، قال لا، قال: دعني انظر اليه من بعيد، قال: لا، ترى لماذا هذا الاصرار؟

ذلك لان جعفراً كان يعلم ان هارون الرشيد لو رآه ولو من بعيد فانه لا يقتله لانه كان يحبه كثيراً، فاتى ياسر بجعفر الى حيث اعدمه، فلما احضر رأسه الى هارون، قال لخدمه: اضربوا عنق ياسر فاني لا اقدر ان انظر الى قاتل جعفر [1].

ووصل الامر من السوء بالبرامكة ان ام جعفر البرمكي كانت تتمنى لو عندها جلد شاتين تفترش احداهما وتتلحف بالاخرى.

قال المسعودي ان محمد بن عبد الرحمن الهاشمي قال: دخلت على والدتي يوم نحر، فوجدتها وعندها امرأة برزة متكلمة في اثواب رثة فقالت لي: اتعرف هذه؟ قلت: لا، قالت: هذه عبادة ام جعفر بن يحيى (البرمكي) فأقبلت عليها بوجهي احدثها واعظمها ثم قلت لها: يا اماه ما أعجب ما رأيت؟ قالت: يابني لقد اتى عليّ عيد مثل هذا وانا على رأسي اربعمائة وصيفة، واني لاعد ابني عاقاً لي ولقد اتى علي هذا العيد وما اتمنى سوى جلد شاتين افترش احدهما وألتحف الآخر [2].


[1] مروج الذهب/ ج 3/ ص 380.

[2] المصدر/ ص 383.

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست