المحمل قال للذي على ظهره مازحاً: أتأخذ ارزاق بني العباس وتخدم بني علي بن ابي طالب؟ وتبسم.
وقال: عرضوا على محمد بن القاسم كل شيء نفيس من مال وجوهر وغير
ذلك، فلم يقبل الا مصحفا جامعا كان لابن طاهر، فلما قبله سر عبد الله بن طاهر بذلك، وانما قبله لانه كان يدرس فيه.
ووجود شخصية ثورية مثل محمد وثورة مثل ثورته تدل ان الحركة الرسالية لم تتوقف يوما ما عن مسيرتها، وانها لا يمكن ان تميل عن استقامتها التي كانت معهودة بها، وهاتان ميزتان موجودتان في طول الثورات التي قامت بها الحركة الرسالية.
روى ابن اسباط وعبّاد بن اسماعيل: انا لعند الرضا (عليه السلام) بمنى اذ جيئ بابن جعفر (عليه السلام) قلنا: هذا المولود المبارك؟ قال: نعم هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام اعظم بركة منه [1].
وروى ابو يحيى الصنعاني قال: كنت عند ابي الحسن (عليه السلام) فجيئ بابنه ابي جعفر (عليه السلام) وهو صغير فقال:" هذا المولود الذي لم يولد مولود اعظم على شيعتنا بركة منه".
والبركة التي حصلت للحركة الرسالية بولادة الامام الجواد (عليه السلام) ليست في ارتفاع الارهاب والاختناق السياسي عنهم، بل هو في تجذّر الرسالة عقيدة وفكراً وسياسة وفقها، والى كل مميزات القوة والانتشار الدائم.