responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 221

فمثلا، الرشيد قتل ابن اخيه عيسى، وقتل ونكل بجعفر البرمكي، ونكل بالفضل وبمحمد وبموسى، وسجن يحيى وقتل كل من كان حول يحيى. وكان يحيى البرمكي حينها الشخص الثاني في الامبراطورية الاسلامية.

وان قتل جعفر البرمكي والتنكيل بالبرامكة لم يكن شيئاً هينا، فقد كان سبباً لسقوط رؤوس عديدة بعد ان سقط رأسه، وبالفعل فقد سقطت رؤوس كثيرة بعده.

تفصيل وطبيعة الاوضاع تدل على ان جعفر البرمكي لم يذهب وحده، وانما سحب وراءه مجموعة كثيرة ضخمة من قواده وندمائه وجماعته، وقد سميت هذه الحادثة (بنكبة البرامكة) التي تشاءم الناس منها.

ان العالم الاسلامي كان يموج بالسخط والاستياء، وكان يعبر عن سخطه تجاه الخلافة العباسية عبر الحركات المتعددة وهذه الحركات كان يجمعها قاسم مشترك هو السعي لأسقاط السلطة العباسية واقامة حكم شرعي عادل، فمرة يقوم يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الامام الحسن (عليه السلام) في الديلم، واخرى يقوم ابراهيم اخوهم الثالث في العراق، ورابعة يقوم محمد اخوهم الرابع، ومن بعده الحسين بن علي صاحب فخ في الحجاز ورابعة يقوم ادريس في المغرب العربي.

ان الائمة المعصومين (عليهم السلام) لم يكونوا يريدون اقامة مثل هذه الدويلات، وانما كانت لهم اهداف ابعد وهي رفع مستوى الامة ووعيها وتنظيمها حتى تكون جديرة بالحرية والمحافظة عليها وجديرة بحكم نفسها.

لهذه الاهداف عمل الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، ولهذه الاهداف قتل، وبقيت ثورته مشتعلة، وهي التي دفعت بالمأمون العباسي الى ان يبعث الى الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ويأتي به من المدينة الى خراسان ويجعله وليا لعهده في قصة سنفصلها في المواضيع القادمة باذن الله.

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست