responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 160

وفي القرن الثالث للهجرة نجحت الحركات الاسلامية في ايجاد نوع من التوازن السياسي داخل الامة الاسلامية، وكان نتيجة ذلك ان انصب الاهتمام اكثر فأكثر على اللغة وآدابها والعمران بمجالاته المختلفة، فتحولت الحضارة الاسلامية من حضارة القيم والمقدسات والعلوم الى حضارة التعمير المادي، والترف الأدبي فقط.

ونحن نتصور ان هذه الدرجات والمراحل موجودة ليست فقط في التاريخ الاسلامي وانما في كل الأمم، والحضارات الماضية.

كانت تلك نظرة عامة للتاريخ الاسلامي، واذا طبقنا هذه النظرة على العهد العباسي فاننا سنلاحظ انه قد تميز باصلاحات سياسية واسعة بالرغم من انه كان عهد تحضر عمراني فقط، ولم يكن يتمتع بهذه الاصلاحات في بداية عهده، وكانت هذه الاصلاحات نتيجة مباشرة لاختمار الحركة التصحيحية داخل الأمة الاسلامية، فقد استوعبت ذهنية الأمة مفهوم الحركة التحررية بشكل جيد.

فالفكر والمفاهيم السياسية التي فرضها الحكام على الجماهير المسلمة، قد ذاب عمليا في القرن الأول، بالطبع ان كثيراً من الناس كانوا قد انخدعوا بالتأويل الخاطئ للآية الكريمة أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاولِي الأمْرِ مِنْكُمْ (النساء/ 59) ولكن غالبية الأمة عرفت بعد ذلك ان ليس كل من جلس على سدة الحكم فهو مخوّل ان يحكم بما يشاء، بل ان على المسلمين ان يقوموا في وجه الحاكم الظالم، فقد كان سكوتهم من الحاكمين الطغاة سبباً في نزول الكوارث بهم، وبذلك انضوى الناس تحت الالوية المختلفة التي كانت تحارب الوضع القائم.

وهكذا نجد ان الحركات التحررية قد اجتمعت على اسقاط الدولة الاموية التي كانت صعبة السقوط، والوضع الاموي كما حللناه فيما سبق، كان يعتمد على الجيش المرتزق، وعلى القبائل الجاهلية، وعلى كل فكرة جاهلية مادية، من نظام العائلة الحاكمة الى الطابع العنصري العربي (العدناني والشامي ضد القحطاني)

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست