وحتى لو ارتكب احدنا كل الفواحش، وترك كل الحدود فان عليه مع ذلك ان لا ييأس من رحمة الله لان يأسه سيكون اشد من ذنوبه.
فلنزدد أملا بالله، وخشوعا له، وتضرعا اليه، ولنكثر من تلاوة القرآن الكريم الذي يخاطبنا قائلا: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فإِذَا هُم مُبْصِرُونَ (الاعراف/ 201)، فالشيطان يدور حول قلب الانسان، ويحاول ان يجد منفذا، ولكن المؤمنين يتذكرون، وتتصل قلوبهم بالله سبحانه وتعالى، فيطردون الشيطان، ويحددون مواقع الضعف في نفوسهم.
هذا في حين ان غير المتقين على العكس من ذلك تماما، فهم يستمرون في الغي: وإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِ (الاعراف/ 202)، فالشيطان يمني الانسان دائما، فيقول له على سبيل المثال انك لم تتزوج بعد وعندما تتزوج ستصبح انسانا كاملا، او انك لم تذهب الى الحج بعد وعندما تحج ستتحول الى انسان ممتاز ... وهكذا يظل الانسان يبحث دوما عن فرصة جديدة للهداية في حين ان فرص الهداية موجودة في ارجاء الحياة.
بصائر تسقط الحجب:
والقرآن الكريم هو بصيرة بل بصائر تفتح اعيننا، فتسقط الحجب عن عقولنا، وتنفتح منافذ قلوبنا على الحقيقة كما يقول عز وجل: قُلْ إِنَّمَآ اتَّبِعُ مَايُوحَى إِلَيَّ مِن رَبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الاعراف/ 204203)؛ أي تدبروا في آياته، وتحسسوا ما فيه من تجليات هذا الكلام الالهي الذي لو وضع