الفكرة بوضوح في قوله:" القوي العزيز عندي ضعيف ذليل حتى آخذ الحق منه، والضعيف الذليل عندى قوي عزيز حتى آخذ الحق له"؛ اي ان العلاقة لاتكون علاقة القوة والضعف، بل هي علاقة الحق، لان الانسان الكافر ذليل في رؤية المؤمن مهما كان قويا.
قمم شامخة في رحاب الايمان:
وبالطبع فان هؤلاء هم القمم الشامخة في رحاب الايمان، والله تعالى يصفهم قائلا: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة/ 54) وهذه الذروة هي الفلاح لان الانسان لايقتنع، ولايكتفي بأن يحصل على حياة هانئة، بل يطلب من الله تعالى دائما ان يكون موته قتلا في سبيله، فهو لايريد الموت الطبيعي، بل يريد الشهادة، ومثل هذا الانسان يمتلك طموحا وتطلعا اعلى، فهو يريد مجاورة النبي (صلى الله عليه وآله) واهل بيته (عليهم السلام) في الجنة.
وعلى هذا فان الفلاح قمة من قمم الايمان، او ذروة من ذرى السعادة البشرية، والمؤمنون حقا هم المفلحون لان الله عز وجل يقول بشأنهم: أُوْلئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (البقرة/ 5).