فهل ينفعنا بعد ذلك ما نخدع به انفسنا بما نقدمه من تبريرات لا اساس لها؟
واذا ما انتبه المؤمنون الى هذه القضية الحساسة وتجنبوها، فسيحدونا الامل بأن تنبعث طلائع تمثل الخط الايماني الصادق، وتتفاعل مع القرآن ومع نهج الرسول (صلى الله عليه وآله) واهل بيته الذين هم ثقل الكتاب وعدله، وتترفع عن الخلافات المادية والحزبية والدنيوية وينذرون انفسهم لله تعالى ويكونون ممن قال فيهم الله: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ (المائدة/ 54).
ومثل هذا الامل ليس بخيال يعاش، بل هو ممكن بقوة الهمم والعزائم، والتصميم بعد التوكل على الله، واغلاق كل الابواب والمنافذ التي يدخل منها الشيطان الى النفس، ليحول دون نهوضها باعباء المسؤولية الرسالية.
ان لنا في السابقين الذين باعوا مبادئهم بثمن بخس، وارتبطوا بحكومات الجور والظلم من مثل النصارى لعبرة، ونحن ينبغي علينا ان نكسب الناس بالحق، ونجمعهم على الحق، وان خمسة يجتمعون على الحق افضل من خمسة ملايين يجمعهم امر باطل، او خلط بين حق وباطل.