من المعلوم ان الكفر والايمان هما ممارستان عمليتان مختلفتان شدة وضعفا، فهناك من هو كافر الى ابعد الحدود، وهناك من هو مؤمن تتجسد فيه الدرجات الايمانية العليا، والناس بينهما متدرجون في درجات مختلفة كما يشير الى ذلك ما روي عن أبي عمرو االزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ايها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: مالا يقبل الله شيئا الا به، قلت: وما هو؟ قال:" الايمان بالله الذي لا اله الا هو أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة، وأسناها حظا، قال: قلت: ألا تخبرني عن الايمان؟ أقولٌ هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّن في كتابه، واضح نوره ثابتة حجته، يشهد له به الكتاب، ويدعوه اليه، قال: قلت صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه قال: الايمان حالات، ودرجات، وطبقات، ومنازل: فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص البين