responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 185

الله سبحانه وتعالى.

وقد ورد في هذا المضمار عن الحرث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال (عليه السلام):" كان فيها الاعاجيب، وكان اعجب ما كان فيها ان قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، و ارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك".

معرفة الله:

ومن المعلوم ان هذا المستوى من الرجاء والخشية من رب العالمين انما هو ناجم من معرفة الله، ونحن عندما لا نتحسس في انفسنا خشية الباري تعالى فلأننا لم نؤت معرفته، ولم نصل في معرفتنا به الى أدنى حدودها، اما العارفون بالله، الذين تمكنوا من الوصول الى ذلك النور البهي، فانهم لا يتكلفون الخشية لانها تصبح جزء من ذاتهم.

ومن يعرف جلال الله، وعظمته، وقدرته، واسماءه الحسنى، ويتصل قلبه بنوره، فانه لا يسعه الا ان يذوب في العبادة ذوبانا، فيشتاق الى اداء الصلاة اشتياق يعقوب الى يوسف، ذلك لان قلبه المليء بمعرفة الله جل جلاله لا يدعه يسكن ويركن الى هذه الدنيا الدنية، وبناء على ذلك فان تهجده في الليل، وصومه عن ملذات الدنيا، وزهده، ورغبته في الآخر كل ذلك يصبح جزء لا يتجزأ من ذاته.

وهذه الحالة تنسجم مع طبيعة المعرفة، وبالتالي فانها تمثل سنة الله في معرفة الانسان بربه، ولذلك نرى الآية الكريمة تصف المؤمنين بالاشفاق.

نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست