responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 174

الانسان كل هذه النعم، أليس من اجل ان يقتحم ويخوض غمار هذه الحياة؟ كما يشير الى ذلك قوله جل شأنه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ* وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (البلد/ 11 12).

والقرآن في هذه الاية يضرب مثلا يستثير به همة الانسان؛ فهو عندما يريد ان يتسلق جبلا فلابد له من اقتحام العقبات التي تعترض طريقه، بأن يجتهد ويستجمع قواه ويهيء نفسه لهذا الاقتحام، وكذلك الحال بالنسبة الى الانسان الذي يريد ان يحيى في هذه الدنيا حياة الايمان، فمثل هذه الارادة ليست كلمة يرددها اللسان بل هي اعتقاد في القلب يتجسد عملا وبذلا وعطاء.

إقتحام الصعاب ثمن الجنة:

ان الايمان هو حيوية وفاعلية وروح اقتحامية وتحد، والله سبحانه عندما خلق الجنة والنعيم وما فيهما من ملذات لا يمكن ان يتصورها العقل، لم يخلقها الا لذوي الهمم، والعزم الراسخ، والابطال الذين يقتحمون الصعاب. اما الجبناء المنهزمون فليس لهم نصيب يذكر من هذا النعيم. فالذين يمنون انفسهم ويعيشون على هذه التمنيات لا يشمون حتى نسيم الجنة، فلابد من دفع الثمن الا وهو اقتحام العقبات: إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِانَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (التوبة/ 111).

ففيما مضى كانت قيمة العبد كقيمة اثاث المنزل ومن العقبات التي يشير اليها القرآن الكريم هي تحرير العبيد فَكُّ رَقَبَةٍ (البلد/ 13) يشترى ويباع، وتمنع حريته بكل اشكالها، ولذلك فان انقاذ هذا العبد، وعتقه، واطلاق حريته كان

نام کتاب : في رحاب الايمان نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست