وعلى هذا فان من اهم الاعمال التي يجب ان نقوم بها ان ننمي في انفسنا روح التقبل، وننتزع منها حالة الكبر، خصوصا وان هذه الحالة مغروسة في داخلنا، وهي تعادل الجهل، وظلم الانسان لنفسه كما يقول عز وجل: إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولًا (الاحزاب/ 72)، وهي تلتصق بأعماق طبيعة الانسان، وانا لا اسميها (فطرة)، لان طبيعة الانسان ظلمانية، وعاجزة، ومحدودة، وجاهلة وظالمة، وهذه الطبيعة يجب ان تتبدل، وقد كلف الله سبحانه الانسان بتغييرها؛ فمن الناس من يحقق هذه المسؤولية في نفسه، ومنهم من يرفضها.
ان طريق قبول الحق يمر بالكفر، وطريق التصديق هو التكذيب؛ فلو لم تكفر بالطاغوت لما كان بامكانك ان تؤمن بالله، ولو لم تكذب بالضلالة لما كان بمقدورك ان تصدق بالهداية، كما يقول عز من قال: فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى (البقرة/ 256).
الكفر بالانداد ثمن الايمان:
ومن الحقائق التي يجب علينا ان نعرفها هي ان الانسان لا يكون مؤمنا الا بعد ان يكون مستعدا لدفع ثمن الايمان، فالايمان يمثل اغلى قيمة، وارفع درجة، واثقل حسنة في ميزان الانسان، فهو شرط قبول العمل الصالح كما يقول تعالى: وَمَنْ أَرَادَ الاخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ .. (الاسراء/ 19) فاذا كنت تريد الاخرة فان مجرد التمني لا يكفي: لَيْسَ بِامَانِيِّكُمْ وَلآ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ (النساء/ 123).
وبالاضافة الى ذلك فان مجرد السعي هو الاخر لا يكفي بل يجب ان تكون هناك