إن عملية البناء الحضاري، التي تتحفز لها المجتمعات الإسلامية اليوم، ليست عملية عفوية وعابرة يمكن أن تحقق أهدافها ببساطة ومن دون تروٍّ وتبصّرٍ وإهتداء. بل علينا- وقبل كل شيء- أن نتعرف جيداً على مقومات بناء الصفوة الرسالية وبناء المجتمع الحيوي، من: التعاون والتكامل وتركيز الجهود، وأن نعي بوضوح مواقع أقدامنا في ساحة العمل والتحرك والمواجهة، حتى تفلح الجهود في تحقيق تطلعات أمتنا في نشر العدالة في الأرض، وذلك من خلال التمسّك ببرامج الإسلام الروحية، وطاعة القيادة الرشيدة، وانتهاج التنظيم في العمل كركائز أساسية لعملية البناء الحضاري.
وقبل أن نترك القارئ يستلهم من صفحات هذا الكتاب القيّم، نسأل الله سبحانه أن يرزقنا البصيرة في الدين، والعزيمة في العمل، والتقوى في المنهج، والنصر في كل معاركنا الحضارية .. إنه ولي التوفيق وهو مجيب الدعوات.