هكذا هو الفرق بين المجتمع المنظّم والمجتمع غير المنظم. وفي القرآن الكريم نجد مثلًا لمجتمع غير منظم كان يتعرض لهجوم الأعداء دون أن يستطيع أن يصدهم. يقول تعالى:
لقد كانوا يواجهون مشكلة خطيرة تهدد حياتهم وكيانهم، ولكنهم لم يعرفوا كيف يحلّونها برغم توفر كل عناصر الحل عندهم، فما كان من ذي القرنين إلّا أن وحّدهم ونظم قواهم ووجههم بحيث يستفيدون من الامكانات والطاقات التي كانت متوفرة لديهم، وإذا بهم يقومون بانجاز صناعي حضاري وهو ذلك السدّ الضخم الذي حيّر أعداءهم وأفشل خططهم في الغزو والاحتلال.
المفهوم الإسلامي للتنظيم
والمجتمع الإسلامي الرسالي الذي ذكرنا ضرورة انشائه، ولو ضمن مجموعة صغيرة كمرحلة أولية، يتميّز بالتنظيم والتكامل العضوي بين أفراده، وهذا هو السر في انتصار المسلمين في بادىء أمرهم، حيث كونوا مجموعات صغيرة من المجاهدين كانت تتحرك عبر الفيافي المترامية، فاذا بهم يسحقون الجيوش الضخمة التي كانت مجهزة بكل الوسائل الحربية والإمكانيات المادية المتوفرة آنذاك.
وعندما ينادي الإسلام بضرورة التنظيم، فانّه لا يريده بالطبع- على غرار النمط الغربي الذي يقوم على مجموعة من الإجراءات