فالمنافقون يريدون أن يعيدوكم إلى الكفر، وأن يعيدوا النظام الجاهلي البائس إلى بلادكم، لأنهم متأثرون بالثقافة الأجنبية، فهم غرباء عن مجتمعكم لذلك ينبغي عليكم التصدي لهم.
إن المجتمع الإسلامي، هو مجتمع التحدي والجهاد، فهو يواصل دائماً خط الجهاد، ولكن ليس من أجل نفسه أو من أجل الطاغوت، أو من أجل الرأسمال والرأسمالية، أو من أجل الفساد والمفسدين، كلا، وانما هو يجاهد من أجل المستضعفين، ومن أجل الرسالة والقيم. لذلك فهو لا يحدد مواقفه تجاه نفسه أو تجاه الآخرين حسب المصالح الذاتية. وهو أيضا لا يهادن ولا يساوم.
فإذا كان داخل المجتمع الإسلامي مجموعة من المنافقين، فلا يجوز لهذا المجتمع أن يهادنهم تحت شعار انهم مواطنون، ذلك لأنه إذا كان المجتمع، مجتمعاً مبدئيا رساليا يؤمن بالقرآن وبالإسلام، فإن الذي لا يؤمن بالقرآن ولا بقيادة الإسلام، يُعتبر غريباً وأجنبياً عن هذا المجتمع. فالإيمان هو الذي يربط أبناء المجتمع الواحد بعضهم ببعض، والأخوة الحقيقية هي أخوة الإيمان، لا أخوة الدم أو التراب أو المصالح. لذلك فإن القرآن الحكيم، يعتبر الجهاد حتى إستئصال شأفة المنافقين، من السمات الرئيسية للمجتمع الإسلامي.
صفوة الكلام
1- إن عملية البناء الحضاري إنما هي تفجير طاقات الإنسان، كفرد وكمجتمع، وتحويلها إلى إمكانات فعلية.
ولا يتحقق ذلك إلا إذا أحس الإنسان بالحاجة الفعلية إليها.