responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 251

اي انني لا اوصيكم بالدنيا، لان الدنيا ذات جاذبية، وهناك اوصاكم بها انما بالاخرة هي التي تحتاج الى الوصية.

البعد الثاني:

هو ان مصلحة الانسان الذي يواجه الحياة الدنيا وزينتها هو الذي يحدد موقف الاسلام منها. فالاسلام لا يريد ان ينفي الدنيا وزهرتها. انما يسعى من اجل ان ينفي الجانب السلبي منها هو الذي يؤثر في النفس تأثيرا ضارا. ان زهرة الدنيا بذاتها هي حسنة مطلوبة، والقران الحكيم يؤكد عليها بقوله على لسان المؤمنين:

" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار".

الا ان موقف الاستسلام والذوبان في بوتقة الشهوات هو المرفوض في الاسلام حينما يقول الاسلام:

" حب الدنيا رأسكل خطيئة

" فبالضبط يعني هذه الحقيقة، بدليل انه لم يقل شهوات الدنيا رأس كل خطيئة، لان لكل انسان شهوات وانما يقول حب الدنيا، والحب هو الاستسلام للشيء وجعله الغاية. اما ان تاخذ الاشياء لنفسك فليس هذا حبا وانما هو نوع من التملك. وحينما يقول الاسلام على لسان الامام علي (ع):

" ليس الزهد الا تملك شيئا، وانما الزهد الا يملكك شيء

" فهو يحدد معنى الاحاديث والايات الاخرى، حيث ان النصوص الاسلامية يفسر بعضها بعضا.

ان الموقف الاستسلامي تجاه زينة الدنيا ومتاعها. هو موقف التبعية والخضوع، وفقدان العقفل والرؤية امام حوادث الدنيا ومتغيراتها. وهذا هو الموقف السلبي الذي يحاول الاسلام نفيه. فالزهرة موجودة والزينة حسنة والمؤمنون احق بها، وحسب ما جاء في الحديث الشريف:

" ان الله سبحانه وتعالى اكرم ان يحاسب المؤمن على نعمة اعطاها له فاستفاد منها

". فالله لا يحاسبك لماذا تاكل وتشرب او تنام، ولا يحاسبك ان تبني بيتا او تقيم

نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست