responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168

وتَغيبُ أخبارها، وحُفرةٌ لو زِيدَ في فُسْحَتها، وأوْسَعَت يَدَا حافِرها لأضغَطها الحَجَرُ والمَدَرُ، وسدّ فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أرُوضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتَثبُت على جوانب المزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جَشعي إلى تخيّر الأطعِمَة، ولعلّ بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشّبع، أو أبيت مِبْطاناً وحَولي بطونٌ غَرثى، وأكباد حرّى، أو أكون كما قال القائل:

وحسبُك داءً أن تبيت ببطنة


وحولك أكباد تحن إلى القدّ


أأقنع من نفسي أن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش، فما خُلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المَربوطة همّها عَلَفُها، أو المرسلة شغلُها تقمُّمها، تكتَرِش من أعلافها، وتلهو عمّا يُرادُ بها، أو أُترك سُدىً، أو أُهمَلَ عابثاً، أوْ أجّر حبل الضّلالة، أو أعتَسِف- أركب الطريق على غير قصد- طريق المتاهة) [1].

هذا هو امام المسلمين حقا ومن يقتدي به ويسير على نهجه ويجسد تعاليمه فقد ربح، وفازت أمّة تتبع إماما كعلي عليه السلام، وافلحت لعمري في الدنيا والآخرة.


[1] - نهج البلاغة، قسم الرسائل، رقم 45.

نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست