responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 149

الجهاد فَوَلِهوا وَلَهَ اللِّقاح- الناقة- إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الارض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعضٌ هلك وبعضٌ نجا، لا يُبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن الموتى. مُرْهُ العيون من البكاء، خُمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صُفْرُ الالوان من السهر، على وجوههم غَبَرة الخاشعين، أولئك اخواني الذّاهبون، فحق لنا أن نظمأ إليهم ونَعضّ الأيدي على فِراقهم) [1].

انظروا إلى هؤلاء .. فمن جهة تراهم حينما يُدْعَون إلى الجهاد يهرعون إليه كما تهرع الأم إلى أولادها، ويواصلون جهادهم في أطراف الارض زحفا زحفا، وصفا صفا، ومن جهة أخرى عندما يسدل الليل أستاره تجدهم غبر الوجوه، خمص البطون، مره العيون من البكاء ساهرين الليل في التهجد والعبادة.

ان المجتمعات المتقدمة، ينقاد أفرادها لروادها، وهم أصحاب العقول النيرة ذات الإبتكار والإبداع، وذات الرؤية البعيدة والتطلعات السامية.

وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا تلك الصفوة القادرة على الإبداع والإجتهاد، وهؤلاء هم الذين كانوا يقودون الأمة الإسلامية في بداية تكونها، واذا قرأت عن صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه كان والياً في بلد من البلدان، فاعرف أنّه كان يمثل محوراً لكل تحرك في ذلك المجتمع.

وفي الثورات الشعبية، وبالرغم من أنّ الثورة تقوم بها الجماهير، إلّا أن الذين يوصلون الثورات إلى أهدافها هم مجموعة بسيطة من الثوار المخلصين المتفانين من أجل الأهداف التي يحملونها.

والإسلام إنما يريد تغيير الأقلية الحاكمة في المجتمع لتكون هذه الأقلية القائدة، مختارة على أسس سليمة وليس على إعتبارات زائفة.


[1] - نهج البلاغة، الخطبة رقم 121.

نام کتاب : المجتمع الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست