ان هذا البعث يجب ان ينطلق من هذه الحوزات لان الثقافات والافكار الغربية والشرقية التي حاكتها وقلدتها جامعاتنا وساستنا وعسكريونا ونوابنا في المجالس وطبقاتنا المرهفة، لم تكن قادرة على تفجير البعث الاسلامي، بل كانت بضاعة جاهلية ردت الى اصحابها.
ان البعث الاسلامي انطلق من هناك، وهذا هو تفسير ما يقوله كبار المفكرين الغربيين معترفين بان لا خلاص للامة الاسلامية الا على يد علماء الدين.
يقول المفكر الغربي (هاملتون جب) الذي يسميه الكتاب الغربيون بالعلامة:
" لا يمكن للامة الاسلامية ان تصل الى مستوى الحضارة الا على يد علماء الدين".
علماء الدين .. خريجوا الازهر، مراجع النجف وكربلاء، وقم وقيروان وغيرهم، هم الذين طردوا الاستعمار العسكري من البلاد الاسلامية. وكان السنوسي، ومن كان المهدي، ومن كان الافغاني، ومن كان الشيرازي ومن كان عبد الكريم الخطابي، ومن كان عبد القادر الجزائري؟
من كان هؤلاء الذين نهضوا في وجه الاستعمار؟ في اي جامعة من جامعات الشرق او الغرب درسوا، ومن اي منهل من منهال الفكر شربوا؟
لقد كانت ثقافتهم ثقافة اسلامية خالصة، ولذلك تمكنوا من انقاذ البلاد الاسلامية من سيطرة الاجانب العسكرية.
اما اولئك الساسة الذين خضعوا للثقافة الغربية وتأثروا بها، فلم يتمكنوا الا ان يعيدوا البلاد الاسلاامية هدية متواضعة الى اسيادهم، لان ذواتهم كانت تدين بالعبودية للشرق والغرب ولم يكونوا يرون خلاصا لنا الا باتباع الشرق والغرب. كانوا مهزومين نفسيا، بل انهم كانوا من ابناء الشرق والغرب ولم يكونوا من ابناء الامة الاسلاميةحقا، وان انتموا ماديا (فيزيقيا) الى بلاد الاسلام، والمادة لا تستطيع ان تضع شيئا في عالم السياسة، لان الروح هي التي تعمل كل شيء.
لذلك تجد ان القيادات الاسلامية التي ندعوا اليها والتي نشير الى مراكزها ومنطلقاتها ومرابض رجالها، هي التي تستطيع ان تنقذ بلادنا من ايدي الشرق والغرب،