الصراع القائم بين الاسلام والجاهلية صراع ذو ابعاد مختلفة، ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية وبالتالي فهو صراع حضاري شامل لا يختص بجانب من جوانب الحياة دون جانب اخر. وهذا الصراع الشامل لا يمكن كسبه الاب بتكثيف الجهود وتركيزها. فلاا يمكن ان نقاوم الغرب او الشرق الذين يسعيان للتسلط علينا فهرنا عن طريق الثورة السياسية وحدها، او بالعمليات العسكرية فحسب، او بالثورة الثقافية فقط او بالتحدي الاقتصادي والوصول الى الاكتفاء الذاتي في حقل الانتاج وانما علينا ان نقاوم الحضارات المادية العدوانية، بتأسيس حضارة اسلامية متكاملة الابعاد.
وحينما نقول حضارة فاننا نقصد بها التحول الثقافي والاجتماعي ومن ثم الاقتصادي والسياسي والعسكري والعمراني، وفي كل الجوانب وعلى مدى واسع. وكذلك العمل من اجل تكوين كياننا، لمقاومة الاعداء عن طريق تكثيف وتركيز كل الجهود. وذالك غير ممكن الا عن طريق البرامج الرسالية. ذلك لان الحضارات المادية قد سبقت الحضارات الروحية من حيث الوسائل، فلا بد ان نتسلح بسلاح لا يوجد عند اصحاب تلك الحضارات، ونركب قاطرة اسرع من تلك التي امتطوها حتى بلغوا هذا المستوى، وهذه القاطرة ليست فقط الاخذ بالعوامل المادية، وانما كذلك الاخذ بالبرامج الروحية.
وهذا لا يعني ان نسد كل الابواب فلا نستفيد من تجارب الاخرين ولا نطلع على ما يجري في المجتمعات الاخرى، وانما علينا ان ننفتح على العالم ولكن دون ان ننسى تلك